كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

والرحيق من أسمائها.
وسميت: كُمَيْتاً، لأنها تضرب إلى السواد.
وقال أبو عبيد (156) : الرحيق الخالص من الشراب، وأنشد:
(ندامى للملوكِ إذا لقوهم ... حُبُوا وسُقُوا بكأسِهم الرَّحيق)
وسميت الخمر: جِريالاً، لحمرتها، والجِريال عند العرب: صبغ أحمر (157) ، قال الأعشى (158) :
(وسبيئةٍ مما تُعَتِّقُ بابلٌ ... كدمِ الذبيحِ سَلَبتُها جِريالها)
معناه: سلبتُها لونَها الأحمر. أي لما شربناها، صارت حمرتها في وجوهنا. ويقال: معنى قوله: سلبتها جريالها: شربتها حمراء وبلتها بيضاء (159) . والسبيئة: المشتراة، وأصلها: مسبوءة، فصُرفت عن " مفعولة " إلى " فعليلة " كما قالوا: النطيحة، وأصلها: المنطوحة. يقال: سبأت الخمر أسبؤُها: إذا اشتريتها، والسِّباء: اشتراء (27) الخمر. قال لبيد (159) :
(أُغلي السِّباء بكلِّ أدكنَ عاتقٍ ... أو جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها)
وقال الآخر (160) :
(باكرتُهُم بسباء جونٍ ذراعٍ ... قبلَ الصباحِ وقبلَ لَغْوِ الطائِر)
والمُشَعْشَعَة: التي أرقّ مزاجها.
قال الشاعر
(مشعشعة كأنَّ الحُصَّ فيها ... إذا ما الماءُ خالطَها سَخِينا)
__________
(156) شرح القصائد السبع 110 والبيت فيه بلا عزو.
(157) الملمع 13. المز / 566. [؟]
(158) ديوانه 23.
(159) وهذا التفسير يحكى عن الأعشى نفسه. انظر شرح القصائد السبع 576.
(159) ديوانه 314. والأدكن الزق الأغبر، والعاتق الخالص، والجونة الخابية المطلية بالقار، وقدحت غرف منها، وفض كسر، وختامها طينها.
(160) ثعلبة بن صعير في شرح المفضليات 260. والذارع العظيم، ولغو الطائر صوته. وينظر شرح القصائد السبع 575.
(161) عمرو بن كلثوم من معلقته، شرح القصائد السبع 372، شرح القصائد التسع 615، شرح القصائد العشر 321.

الصفحة 23