كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

كانَ لهُ عليهم مِنْ سُلطانٍ} (174) . وقال الفراء (175) : السلطان يذكر ويؤنث، يقال: غضب السلطان، وغضبت السلطان. وحكى عن العرب: قضت به عليك السلطان. وقال الشاعر (176) في التذكير:
(أو خِفْتَ بعضَ الجورِ من سلطانِهِ ... )
(فدَعْهُ يُنْفِذْهُ إلى أَوانِهِ ... )
وقال الآخر (177) في التأنيث:
أحجّاجُ لولا الملكُ هُنْتَ وليس لي ... بما جَنَتِ السلطانُ منكَ يَدانِ)
فمن ذكّر " السلطان "، ذهب إلى معنى " الرجل "، ومَنْ أَنَّثَه، ذهب إلى معنى (30) " الحُجَّة ". وقال محمد بن يزيد البصري (178) : مَنْ ذكّر " السلطان " ذهب إلى معنى الواحد، ومن أَنَّثَه ذهب إلى معنى الجمع، وقال (179) : هو جمع، وواحدة: سليط، يقال: سليط وسلطان؛ كما يقال قفيز وقفزان؛ وبعير وبعران، وقميص وقمصان. ولم يقل هذا غيره.
520 - وقولهم: فلانٌ يَرْتَعُ
(180)
قال أبو بكر: معناه: هو مُخْصِب لا يعدم شيئاً يريده.
وقال أبو عبيدة: (181) معنى: يرتع: يلهو: وقال في قوله عز وجل: {أَرْسِلْهُ
__________
(174) سبأ 21.
(175) المذكر والمؤنث 83. وقال أبو حاتم في المذكر والمؤنث ق 156 أ: (السلطان يؤنث ويذكر، سمعت من أثق به يقول: أتيت سلطاناً جائرة، وقضت به عليك السلطان. وأما في القرآن فمذكر كله، أراد به الحجة، قال: {سلطان مبين} (هود 96) و {سلطان بيِّن} (الكهف 15) . وأما {ما كان لي عليكم من سلطان} (إبراهيم 22) فأراد التسليط، مثل الإمارة والولاية) .
(176) العماني في المذكر والمؤنث لابن الأنباري 221.
(177) جحدر السعدي في المذكر والمؤنث لابن الأنباري 310.
(178) ك: بعض البصريين.
(179) المذكر والمؤنث 113.
(180) اللسان (رتع) .
(181) مجاز القرآن 303 / 1.

الصفحة 26