525 - وقولهم: قد تَحَرَّج فلان من كذا وكذا
(215)
قال أبو بكر: معناه: قد تديَّن، وضيَّق على نفسه، والحَرَج عند العرب: الضِّيق. ويقال (216) : قد تحوَّب الرجل، بمعنى: تحرّج. قال عمر بن أبي ربيعة (217) :
(قولي يقولُ تحوَّبي في عاشقٍ ... كَلِفٍ بكم حتى المماتِ مُتَيَّمِ)
والتحوّب: التفعّل من الحُوب، والحوب عند العرب: الإثم العظيم. قال الله تعالى (35) ذكره: {إنّه كانَ حُوباً كبيراً} (218) فمعناه: إثماً عظيماً. وقال ابن سيرين: أراد أبو أيوب (219) أنْ يُطَلِّقَ أمَّ أيوب، فقال له النبي: (أما علمت يا أبا أيوب أنَّ طلاقَ أمَّ أيوب حُوبٌ) (220)
وقال الشاعر: (221)
(فلا تُخْنوا علي ولا تشطُّو ... بقولِ الفخرِ إنَّ الفخرَ حُوبُ)
وقال الآخر (222) :
(نماكَ أربعةٌ كانوا أئمتنا ... فكانَ مُلككَ حقّاً ليسَ بالحُوبِ)
/ ويقال: قد حاب الرجل يحوب حُوباً. أنشد أبو عبيدة (223) : 147 / أ
(وإنّ مُهاجِرَيْنِ تكنَّفاه ... غداةَ إذٍ لقد خَطِئا وحابا)
وقال الفراء (224) : الحوبْ، بالفتح: المصدر، والحُوب، بالضم: الاسم. قرأ
__________
(215) اللسان (حرج) .
(216) ينظر ما سلف 97 / 1 - 98، والأضداد 169 - 171، واللسان (حوب) .
(217) ديوانه 227.
(218) النساء 2.
(219) خالد بن زيد الأنصاري، صحابي، توفي 52 هـ. (حلية الأولياء 361 / 1، الإصابة 235 / 2) .
(220) الفائق 329 / 1.
(221) أبو ذؤيب الهذلي. ديوان الهذليين 98 / 1.
(222) سلف البيت 98 / 1 منسوباً إلى نابغة بني شيبان، وكذلك نسبه في الأضداد 170، وهو في ديوانه 76.
(223) مجاز القرآن 113 / 1، ونسبه إلى أمية بن الأسكر الليثي، وهو مخضرم (ينظر: طبقات ابن سلام 190، المعمرون 85) . وقد أنشد أبو بكر البيت في الأضداد 170 برواية أخرى.
(224) زاد المسير 5 / 2.