إدريس عن الحسن بن الفرات عن أبيه قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْد يسأله عن الرعد والبرق، فكتب إليه أبو الجلد: الرعد: الريح، والبرق: الماء (157) .
وحدثنا أبو جعفر التمتام قال: حدثنا قبيصة (158) قال: حدثنا سفيان عن سلمة بن كُهيل (159) عن ابن أشوع (160) عن ربيعة بن أبيض (161) عن علي (162) (رض) (330) قال: البرق: مخاريق الملائكة. و " المخاريق " عند العرب "، جمع: مخراق، وهو ثوب يلفه الصبيان، ويضرب به بعضهم بعضاً. فشبه السوط الذي يضرب به الملائكة السحاب بالمخراق الذي يلعب به الصبيان، ويضرب به بعضهم بعضاً. قال عمرو بن كلثوم (163) :
(كأنَّ سيوفَنا فينا وفيهم ... مخاريقٌ بأيدي لاعِبينا)
وحدثنا أبو جعفر التمتام قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن عثمان بن الأسود (164) عن مجاهد (165) قال: البرق: مَصْعُ مَلَكٍ، فالمصع معناه: التحريك، والضرب. فكأنه شبه زجر السحاب بالسوط بالتحريك والضرب. قال القطامي (166) :
(تراهم يصدقون مَن استركّوا ... ويجتنبونَ مَنْ صَدَقَ المصاعا)
792 - وقولهم: أصابت القومَ صاعِقَةٌ
(167)
قال أبو بكر: قال مقاتل بن سليمان وغيره: الصاعقة: الموت. وقال آخرون: الصاعِقَةُ: كل عذاب مهلك. قال الله عز وجل: {فأخذتكم
__________
(158) قبيصة بن عقبة الكوفي، ت 215 هـ. (الجرح والتعديل 3 / 2 / 126، تهذيب التهذيب 8 / 347) .
(159) سلمة بن كهيل الحضرمي، ت 123 هـ. (تهذيب التهذيب 4 / 155) .
(160) سعيد بن عمرو بن أشوع، ت 120 هـ. (تهذيب التهذيب 4 / 67) .
(161) ذكره ابن حبان في الثقات.
(162) تفسير الطبري 1 / 152.
(163) شرح القصائد السبع 397، شرح المعلقات السبع 249.
(164) عثمان بن الأسود بن موسى المكي، ت 150 هـ. (تهذيب التهذيب 7 / 107) .
(165) تفسير الطبري 1 / 153.
(166) ديوانه 35. وفيه: يغمزون.
(167) تأويل مشكل القرآن 501، اللسان (صعق) .