كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

غينَتِ [السماءُ] غَيْناً: إذا ألبسها الغيم وسترها. ومن ذلك قول الشاعر (223) :
(كأني بين خافِيتَيْ عُقابٍ ... أصابَ حَمامةً في يوم غَيْنِ) (339)
ومنه قول النبي: (إنّه ليُغانُ على قلبي حتى أستغفر الله) (224) .
ومن رواه: تحت غين، قال: الغين: أشجار كثيرة الورق، ملتفة الأغصان، واحدتها: غيناء. أنشد الفراء:
(لَعِرْضٌ من الأعراض يُمسي حمامُهُ ... ويضحى على أفنانِهِ الغينِ يهتفُ)
(أَحبُّ إلى قلبي من الديكِ ريَّةً ... وبابٍ إذا ما مال للغلقِ يصرِفُ (225)
801 - وقولهم: به بَهَقٌ
(226)
قال أبو بكر: قال أبو الحسن الأثرم: البهق: بياضٌ كَدِرٌ، وكلُّ بياض كدر يقال له: بَهَقٌ. وأنشد لرؤبة (227) :
(بل بلدٍ يُكسى الشعاعَ الأَبهَقَا ... )
(من السرابِ والقَتامِ الأَعْبَقَا ... )
الشعاع: المنتشر من السحاب، ويقال: هو قِطَعٌ من السراب. والأعبق: الملتزق. ويقال: للكَدِر: أَرْمَد، وأَرْبَد، وأَطْحَل، وأَغْثَر. قال النبي: (يُؤتى بالموتِ يومَ القيامةِ كَبْشاً أَغْثَرَ) (228) . فإن كانت الغثرة تضرب إلى الصفرة، فهي: غُبْسَةٌ، والموصوف: أَغْبَس، وإنْ كانت تضرب إلى الحمرة، فهي: قُتْمَة، والموصوف: أَقْتَمْ.
__________
(223) رجل من بني تغلب في اللسان (غين) . وهو بلا عزو في غريب الحديث 1 / 137، المذكر والمؤنث 439.
(224) النهاية 3 / 403.
(225) سلف البيتان وتخريجهما ص 70، 205.
(226) اللسان (بهق) .
(227) ديوانه 109.
(228) النهاية 3 / 342.

الصفحة 327