802 - وقولهم: قد تيامَنَ الرجلُ
(229)
قال أبو بكر: العامة تخطئ في معنى " تيامن "، فتظن أنه اخذ على (340) يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب، إنما يقولون: تيامن: إذا أخذ ناحية اليمن، وتشاءم: إذا أخذ ناحية الشام، ويامن: إذا أخذ على يمينه، وشاءم: 230 / ب إذا / أخذ على شماله. قال النبي: (إذا نشأتْ بَحْرِيَّة ثم تشاءَمَتْ فتلكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ) (230) . أراد: إذا ابتدأت السحابة من ناحية البحر، ثم أخذت ناحية الشام، فتلك أمطار أيام لا تُقْلعُ. والغديقة: الكثيرة، من قول الله عز وجل: {ماءً غَدَقاً} (231) .
ويقال: قد أَشْأم الرجل: إذا أتى الشام. وقد أيمن: إذا أتى اليمن، ويامن أيضاً. وقد انحجز، واحتجز: إذا أتى الحجاز. وقد أمنى، وامتنى: إذا أتى منىً. وقد جَلَسَ: إذا أتى نجداً، ويقال لنجد: جَلْسٌ. وقد نزل: إذا أتى منى (232) . وقد أعمن، وأعرق، وأغار، وأخاف، وأنجد: إذا أتى العراق، وعُمان، والغور، وخيف منى، ونجداً. يقال: (أَنْجَدَ مَنْ رأى حَضَناً) (223) . وحضن: اسم جبل (234) ، أي: من رأى هذا الجبل فقد دخل نجداً. ويقال: قد أتهم: إذا أتى تهامة، وقد أجبل، وأسهل: إذا صار إلى الجبل والسهل. وعالى: إذا صار إلى العالية. وساحل: إذا أخذ على الساحل. وألوى: إذا صار إلى اللّوى من الرمل. وأجد: إذا صار إلى الجدَدَ. قال الشاعر (235) :
(شِمالُ مَنْ غارَبِهِ مُفْرعاً ... وعن يمينِ الجالسِ المُنْجِد)
__________
(229) التهذيب 15 / 527، واللسان (يمن) .
(230) الفائق 3 / 428، النهاية 5 / 51.
(231) الجن 16.
ينظر إصلاح المنطق 308 - 309، وشرح القصائد السبع 535 - 536.
(232) (وقد نزل ... منى) ساقط من ك.
(233) وهو مثل في معنى الدلالة على الشيء. (جمهرة الأمثال 1 / 78، مجمع الأمثال 2 / 377) .
(234) الجبال والأمكنة والمياه: 63.
(235) العرجي، ديوانه 11 وفيه: يمين من مر به متهماً وعن يسار. ورواية ابن الأنباري هي نفس رواية الأصمعي في كتابه الإبل 101. وينظر المذكر والمؤنث 698.