803 - وقولهم: رجلٌ فارِهٌ
(244)
قال أبو بكر: الفاره، معناه في كلام العرب: الحاذق. قال الله عز وجل: {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارِهِينَ} (245) . قال الفراء (246) : معناه حاذقين، قال: ومَنْ (247) قرأ: {فرِهين} ، أراد: أَشِرِينَ بَطِرِينَ (248) . وقال أبو عبيدة (249) : الفارِه: المرح، والفَرِه: الحاذق. وأنشد:
(لا أستكينُ إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ... ولن تراني بخيرٍ فارِهَ اللَّبَبِ)
أي: لا تراني مَرِحاً بَطِراً.
804 - وقولهم: قد أَخَذَ القومُ نُزْلَهُمْ
(250)
قال أبو بكر: معناه: ما تجري عادتهم بأخذه، مما ينزلون عليه، [ويصلح عيشهم به. وهو مأخوذ من " النزول ". يدلُّ] على هذا قول النبي في بعض (343) أحاديث الاستقساء: (اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرْضِنا سَكَنَها) (251) . أي: أنزل علينا من المطر ما يكون سبباً للنبات الذي تسكن الأرض به، وتخرب بعدمه. فالسكن من " سكن " بمنزلة " النُزْل " من " نَزل "
وفيه لغتان: نُزْل، ونَزَل. والفتح أكثر وأعرب. وهو بمنزلة قول العرب: بُخْل وبَخَل، وشُغْل وشَغَل. ويروى بيت عمران بن حطان (252) :
__________
(244) اللسان (فره) .
(245) الشعراء 149.
(246) معاني القرآن 2 / 282.
(247) نافع وابن كثير وأبو عمرو. (السبعة 472، حجة القراءات 519) .
(248) الحجة في القراءات السبع 243.
(249) مجاز القرآن 88 / 2، والبيت فيه لعدي بن وداع.
(250) اللسان (نزل) .
(251) الفائق 1 / 341، النهاية 2 / 386.
(252) شعر الخوارج 150 وفيه: عن غيره شغل.