كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

وقال محمد بن الفراء (17) في قول الله عز وجل: {فلَبِثَ في السجن بِضْعَ (355} سِنينَ) (18) ، ذكر أنه لبث سبعاً بعد خمس سنين، بعد قوله: {اذكرني عندَ ربِّكَ} (19) ، قال: و " البضع ": ما دون العشرة.
وحدثنا محمد بن خالد بن عثمة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: لما نزلت {ألم غُلِبَتِ الرومُ} (20) ناحَبَ (21) أبو بكر قريشاً، فقال له رسول الله: ألاَّ احتَطّتَ، فإنّ البضع ما بين السبع إلى التسع) (22) .
ويقال في عدد المؤنث: بِضعٌ، وفي عدد المذكر: بِضْعَةٌ. فمجراه مجرى: خمس وخمسة، وست وستة.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا عتيق بن يعقوب الزبيري قال: سمعت مالكاً (23) يقول: أتيت ابن شهاب (24) فحدثني ببضعة وأربعين حديثاً، ثم قال لي: إيهٍ، أعدها عليّ، فأعدت عليه الأربعين، وسقطت البضعة.
فأدخل " الهاء " على " بضعة " لتذكير الحديث.
وأما " البَضْعَةُ " من اللحم، فمفتوحة الباء، وجمعها: بَضْعٌ، وبِضَع. قال زهير (25) :
(دماً عندَ شِلْوٍ تحجُلُ الطير حَوْلَهُ ... وبَضْعَ لِحامٍ في إهابٍ مُقَدَّدِ)
__________
(17) معاني القرآن 2 / 46.
(18) يوسف 42.
(19) يوسف 42.
(20) الروم 1، 2.
(21) أي: راهن.
(22) المسند 4 / 168 - لترمذي 2 / 150.
(23) مالك بن أنس.
(24) الزهري.
(25) ديوانه 227، والشلو: بقية الجسد، واللحام جمع لحم، والاهاب: الجلد، والمقدد: المخرق.
(26) اللسان (منن) .

الصفحة 343