قال أبو العباس: ولم نحفظ عنهم أسماء الشهور في الجاهلية.
وأخبرني أبي - رحمه الله - عن بعض شيوخه قال: كانت العرب في الجاهلية تسمي المحرّم، المؤتَمِر، وصفراً: ناجراً، وربيع الأول، خُوَّاناً، [وخُوانا] ، وربيع الآخر: وَبْصان، وبُصان، وجُمادى الأولى: الحنين، وجُمادى الآخرة: رُبّى ورُبّة، ورجباً: الأصمَّ، وشعبانَ، عاذِلاً، ورمضانَ: ناتِقاً، وشوالاً: وَعْلا، وذا القعدة: وَرْنَة، وذا الحِجّة: بُرَكَ، على وزن عَمَرَ.
822 - وقولهم: قد غَرَّ فلانٌ فلاناً
(94)
/ قال أبو بكر: قال بعضهم: [معناه] (95) : قد عَرَّضه للهلكة والبوار. من قول العرب: ناقة مُغارٌّ: إذا قلَّ لبنها وذهب، إمّا لجدبٍ، وإمّا لعِلَّةٍ لحقتها 239 / ب وبَلِيَّة. ويقال: غرّ فلانٌ فلاناً، معناه: نقصه وظلمه، بغشه إياه، وسَتْره عنه ما هو حظّ له. من " الغرار " وهو النقصان.
قال النبي (لا غِرارَ في صلاةٍ ولا تسليم) (96) . أي: لا نقصان فيها من تضييع حدودها وركوعها وسجودها.
وأخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا (370) محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري قال: كانوا لا يرون بغِرار النوم بأساً. أي: بالقليل منه في الصلاة. قال الشاعر (97) :
(إنّ الرزيةَ من ثقيفٍ هالِكٌ ... تَرَكَ العيونَ ونومُهُنَّ غِرارُ)
وقال الآخر:
(ما أذوقُ النومَ إلاّ غِراراً ... مثلَ حَسْو الطير ماءَ الثِماد) (98)
__________
(94) التهذيب (المستدرك) 74 واللسان (غرر) .
(95) من ك.
(96) غريب الحديث 2 / 128.
(97) الفرزدق، ديوانه 1 / 295.
(98) لأعرابي في أمالي القالي 1 / 32. والثماد: القليل.