كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)
الزبير (254) : {ولأرقَصوا خِلالكم} (255) بالراء والقاف والصاد. وقراءة العامة: {ولأوضعوا خِلالكم} . فمعنى أرقصوا: ارتفعوا وانخفضوا. قال الراعي (256) :
(وإذا ترقَّصَت المفازةُ غادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغَّلُ خَلْفَها تَبْغِيلا)
فمعنى ترقصت: ارتفعت وانخفضت. وإنما يرفعها ويخفضها السراب (257) . والربذ: الخفيف السريع. والتبغيل: ضرب من السير.
وقراءة العامة: {ولأوضعوا خلالكم} معناه: ولأسرعوا، يقال: أوضع الراكب يوضع إيضاعاً فهو موضع. قال امرؤ القيس (258) :
(أرانا مُوضِعِينَ لوقتِ غيبٍ ... ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشرابِ)
ويقال: وضعت راحلته تضع: إذا أسرعت. وقال: هذا هو المختار عند العرب. وربما قالوا: وَضَعَ الراكب يَضَع فهو واضِع: إذا أسرع. أنشد الفراء (259) : (41)
(إني إذا ما كانَ يومٌ ذو فَزَع ... )
(أَلْفَيْتني محتملاً بزِّي أَضَعْ ... ) يريد: أسْرع.
534 - وقولهم: فلانٌ يَمْطُلُني
(360)
قال أبو بكر: معناه: يُطَوِّل عليّ. يقال: مطل القينُ الجديدَ يمطله مطلاً: إذا مدَّه وطوَّله. قال العجاج (261) :
__________
(254) المحتسب 293 / 1. وفي البحر 49 / 5 قراءة أخرى لابن الزبير: لأرفضوا، بالراء والفاء والضاد. من: رفض، أي أسرع في مشيه.
(255) التوبة 47.
(256) شعره: 12 {ط. دمشق) 50 (ط. بغداد) وينظر شرح القصائد السبع 572.
(257) (وانما ... السراب) ساقط من ك.
(258) ديوانه 97. وقد سلف 176 / 1، 307.
(259) معاني القرآن 440 / 1 بلا عزو. وفيه: بذي أضع، كأنه يريد بذي الناقة أو بذي الفرس.
(260) الفاخر 274.
(261) ديوانه 80. وأم الهام: الدماغ. والتركية: البيضة التي قد تركها الظليم ففسدت.
الصفحة 36