كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

536 - وقولهم: تَفَّصَ فلانٌ علينا
(270)
قال أبو بكر: معناه: قطع علينا ما كنا نحب الاستكثار منه. وكل من قطع شيئاً يُحَبُّ الازدياد منه فهو مُنَغَّص. قال ذو الرمة (271) :
(غداةَ امتَرَتْ ماءَ العيونِ ونَغَّصَتْ ... لُباناً من الحاجِ الخدورُ الروافِعُ)
537 - وقولهم: قد جاء البُسْرُ
(272)
قال أبو بكر: البسر معناه في كلام العرب: الذي لم يبلغ حال الرُّطبِ، ولا وقته. من قولهم: قَد بَسَرَ الرجل الحاجة: إذا طلبها في غير وقتها، وقد بسر الفحل الناقة: إذا أتاها في غير وقتها. قال الراعي (273)
(إذا احتجَبَتْ بناتُ الأرضِ منه ... تَبَسَّرَ يبتغي منها البِسَارا) (43)
538 - وقولهم: فلان عالِمٌ مُفْلِقٌ
(274)
قال أبو بكر: معناه: يأتي بالعجب من حذقة. يقال: قد أفلق: إذا جاء بالعجب. ويقال: معنى قولهم: مفلق: يجيء بالدواهي. أُخِذَ من: الفَليقة، والفَليقة عندهم: الداهية. قال الشاعر (275) :
__________
(270) الفاخر 293.
(271) ديوانه 1281. وامترت: استدرت.
(272) اللسان (بسر) .
(273) أخل به شعره المطبوع. وهو في منتهى الطلب 3 / ق 140 من قصيدة تعداد أبياتها سبعة وخمسون بيتاً ومطلعها:
(ألم تسأل بعارمة الديارا ... عن الحي المفارق أين سارا) وفي ك: فيها بدل منها. وكذا في منتهى الطلب.
(274) الفاخر 309، وتهذيب اللغة 157 / 9.
(275) بلا عزو في إصلاح المنطق 344، 353 ولابن قنان الراجز في اللسان (قوب) . والقوباء: داء يظهر بالجسد يداوي بالريق. (وينظر في شرح البيتين: البارع 505 وشرح شواهد الشافية 399) .

الصفحة 38