كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)
كنايتهم عن " الناس " (250) بالثياب. قال الرستميّ: قال يعقوب: العرب تقول: فِدىً لك ثوباي، يريدون: / أنا فِدى لك. وأنشد: 247 / أ
(فقامَ إليها حَبْتَرٍ بسلاحِهِ ... فللهِ ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيَّما فتى) (251)
أراد: فللهِ حبتر، فأقام ثوبيه مقامه. ويروى: فلله عيناً حبترٍ. وأنشد الرستمي عن يعقوب.
(يا رُبَّ شيخٍ من دُكَيْنٍ فَخْمِ ... )
(أَوْذَمّ حَجّاً في ثياب دُسْمِ ... ) (252)
أراد: أوجبَ على نفسِهِ الحجّ، وهو غادر، خبيث، قبيح الأفعال. فكنى. ورواه أبو منصور عن أبي عبيد:
(لا هُمَّ إنّ عامرَ بنَ جَهْمِ ... )
(أو ذم حجّاً [في ثيابٍ دُسْمِ] ... ) (253)
وقال الآخر:
(الطَيِّبينَ من الرجالِ مآزراً ... للطيبات من النساءِ حُجورا) (254)
فكنى بالمآزر والحجور عن الفُروج. وقال النابغة (255) :
(رِقاقُ النِّعالِ طيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ ... يُحَيَّوْن بالريحانِ يومَ السَّباسِبِ)
أراد بطِيب الحُجُزات: عفّة الفُروج. والحجزات، جمع: الحُجْزة، وهي التي تسميها العوام: الحُزَّة، فيقولون: حُزَّة السراويل، والعرب تقول: حُجْزَة. وقال الشاعر:
(ولستُ بأطلسِ الثوبينِ بُصبي ... حَليلتَهُ إذا رقد النيامُ) (397)
أراد: لست بفاجر، فَكنى عن ذلك بكونه أطلس الثوبين.
__________
(250) ك: الكأس.
(251) للراعي، شعره: 177 (ط. دمشق) 257 (ط. بغداد) وفيه: فأومأت ايماء خفيّا لحبتر ولله عينا ...
(252) لم أقف على هذه الرواية.
(253) غريب الحديث 2 / 254 واللسان (دسم، وذم) بلا عزو.
(254) لم أقف عليه.
(255) ديوانه 63. والسباسب: عيد كان لهم بالجاهلية.
الصفحة 383