كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

واسمعوه. ومَنْ (18) قرأ: {فآذِنوا} ، أراد: فأَعلِموا غيركم. قال عدي بن زيد (19) :
(أيُّها القلب تَعَلَّلْ بدَدَنْ ... إنّ همي في سَماعٍ وأَذَنْ)
فالأذن: الاستماع والعلم، والدَدَن: اللهو واللعب. قال النبي: (ما أنا من دَدٍ، ولا الدَّدُ مني) (20) . وقال: (ما أذِنَ الله لشيءِ كإِذنِهِ لنبيٍّ يتغنَّى بالقرآنِ) (21) . فمعناه: ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يجهر بالقرآن. يقال: قد تغنَّى: إذا جَهَرَ (22) ، وقد تغنّى: إذا استغنى. قال النبي: (ليس مِنّا مَنْ لمْ يتغَنَّ بِالقرآنِ) (23) ، فمعناه: من لم يستغنِ به. يقال: قد تغنَّيت تَغَنياً، وتغانيت تَغانياً: إذا استغنيت. قال الأعشى (24) :
(وكنتُ امرءاً زمناً بالعِراقِ ... عفيفَ المُناخِ طويلَ التَغَنْ)
قال آخر:
(كِلانا غَنّي عن أخيهِ حياته ... ونحنُ إذا مِتْنا أشدُّ تغانيا)
معناه: أشدُّ استغناءً.
494 - وقولهم: جاءنا فلانٌ بَغْتَةً
(26)
قال أبو بكر: معناه: جاءنا فَجْأَةً. قال أبو عبيدة (27) : البغتة: الفجأة، وقال: العرب تقول: بغتني الأمر يبغتني بَغْتاً، وبَغْتَةً. قال الله عز وجل:
__________
(18) عاصم في رواية أبي بكر عنه، وحمزة كما في السبعة 192.
(9) ديوانه 172.
(20) غريب الحديث 40 / 1. وينظر: تأويل مختلف الحديث 290.
(21) غريب الحديث 138 / 2. الفائق 32 / 1.
(22) نقل ابن نباتة هذا القول عن الزاهر في مطلع الفوائد 17.
(23) غريب الحديث 142 / 2.
(24) ديوانه 22.
(25) عبد الله بن معاوية، شعره: 90. ونسب إلى المغيرة بن حبناء والأعشى ونصيب الأصغر وسيار بن هبيرة والأبيرد الرياحي، ينظر تخريج ذلك في شعر عبد الله بن معاوية 92.
(26) اللسان (بغت) .
(27) مجاز القرآن 191 / 1.

الصفحة 5