جاء في الحديث: (البِكر إذْنُها صُماتُها، والثيِّب يُعِّبُ عنها لسانُها) (59) . يريد: يُبَيِنُ.
وقال إبراهيم النخعي (60) : (كانوا يستحبون أن يُلَقِّنوا الصبي حين يعرب: لا إله إلا الله، ثلاث مرات) . فمعنى يعرب: يبيِّن الكلام. قال الشاعر يذكر حمامتين:
(لا يعربان لنا قولاً فنفهمه ... وما هما في مقالٍ أعجميّانِ) (61)
أراد: لا يبينان لنا قولاً.
569 - وقولهم: قد تطيَّبَ فلان بالعبير
(62)
قال أبو بكر: قال أبو عبيدة (63) : العبير عند العرب: الزعفران وحده. (63) وأنشد للأعشى (64) :
(وتبرُدُ بَرْدَ رداءِ العروس ... بالصيفِ رَقْرَقْتَ فيه العبيرا)
قال: معناه: رقرقت فيه الزعفران. ومعنى: رقرقت. رققَّت، فاستثقل الجمع بين / ثلاث قافات، فأبدل من القاف الثانية راء، كما قالوا: تكمكم الرجل: 153 / ب إذا لبس الكُمة، وهي القلنسوة. والأصل فيه: تكمَّم، فأبدلوا من الميم الثانية كافاً.
__________
(59) هو حديثان: ينظر: صحيح مسلم 1037، غريب الحديث 1 / 162.
(60) كذا في الأصل وسائر النسخ. وفي غريب الحديث 1 / 163، أدب الخواص 613. الفائق 2 / 409، النهاية 3 / 200: إبراهيم التيمي. والتيمي هو إبراهيم بن يزيد، ت 92 هـ. (تهذيب التهذيب 1 / 176) . ورواية غريب الحديث وأدب الخواص والنهاية: سبع مرات.
(61) لم أقف عليه.
(62) أدب الكاتب 33، اللسان (عبر) .
(63) أدب الكاتب 33.
[في: ف يُعْرِب. وفي غريب الحديث: 1 / 163: " قال أبو عبيد: هذا الحرف يروى في الحديث: يُعْربُ، بالتخفيف. وقال الفراء: هو يُعْرِّبُ، بالتشديد، يقال: عربت عن القوم: إذا تكلمت عنهم، واحتججت لهم ".]
(64) ديوانه 69.