كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

ظل، لأنها تستر الأشياء وتغطيها. وقال ذو الرمة (152) :
(قد أَعْسِفُ النازحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ ... في ظِلِّ أخضرَ يدعو هامَهُ البومُ)
/ يريد بالأخضر: الليل. وقال امرؤ القيس (153) : 156 / ب
(تَيمَّمَتِ العينَ التي عند ضارجٍ ... يفيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي)
ويقال للظل والفيء: الأبردان (154) . قال الشاعر (155) :
(إذا الأرطى توسَّدَ أبْرَدَيْهِ ... خدودُ جوازىءٍ بالرملِ عِينِ)
يريد بالأبردين: الظل والفيء في وقت نصف النهار. والجوازىء: الظباء. (75)
يقول: كانت هذه الظباء في ظلّ، فلما زالت الشمس، تحوّل الظلّ فصار فيئاً، فحوَّلت وجوهها (156) .
577 - وقولهم: الدابةُ في الآريّ
(157)
قال أبو بكر: العامة تخطىء في الآري، فتظن " الآري ": المِعْلَف، وليس هو كذلك عند العرب. إنما " الآري " عندهم: الآخِيَّةُ التي تُحبس بها الدابة، وتُلزم بها موضعاً واحداً. وهو مأخوذ من قولهم: قد تأرَّى الرجل المكان: إذا أقام به. قال الأعشى (158) :
__________
(152) وكذا رواه في الأضداد 348، ورواية ديوانه 401. " في ظل أغضف ". وأعسف. آخذ في غير هدى. والنازح: القفر. ومعسفه: مأخذه على غير هدى.
(153) ديوانه 476. وضارج جبل (صفة جزيرة العرب 178) . والعرمض الطحلب. وطامي: مرتفع.
(154) أمالي ابن بري على الصحاح ق 3 ب وفيه: (والأبردان الظل والفيء. سميا بذلك لبردهما. والأبردان أيضاً الغداة والعشي) . وينظر: جنى الجنتين 13.
(155) الشماخ، ديوانه 331. والأرطى: شجر يدفع به.
(156) ك: فحول حدودها.
(157) أدب الكاتب 31. الفاخر 278.
[في: ف (وسائر الأصول؟) : أخبية، تصحيف. والصواب ما أثبتناه.]
(158) هو أعشى باهلة واسمه عامر بن الحارث، والبيت في الصبح المنير 268 وقد سلف 1 / 357 برواية ملفقة من عجر هذا وصدر بيت آخر بعده.

الصفحة 69