كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس (اسم الجزء: 2)

160 - / ب
597 - / وقولهم: قد كادَ فلانٌ يهلكُ
(256)
قال أبو بكر: معناه: قد قد قارب الهلاك ولم يهلك. فإذا قال: ما كاد فلان يقوم (257) ، فمعناه: قام بعد إبطاء. وكذلك: كاد يقوم، معناه: قارب القيام، ولم يقم. قال الله عز وجل: {فذبحوها وما كادوا يفعلون} (258) معناه: فذبحوها بعد إبطاء. وإنما أبطأوا في ذبحها لغلائها. وذلك أن الذي أصابوها عنده قال: لا أبيعكم البقرة إلا بملءِ مَسْكِها ذهباً، أي: بملء جلدِها.
ويقال: إنّما أبطأوا في ذبحها، لأنه لم يَتَسَهَّل لهم وجودها، لأنهم شدَّدوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم.
ويقال: إنما أبطأوا في ذبحها، لأنهم كرهوا أن يفتضح القاتل. وقال قيس بن الملوح (259:
(فلا تتركي نفسي شعاعاً فإنّها ... من الوجدِ قد كادَتْ عليكِ تذوبُ)
معناه: قد قاربت أن تذوب، ولم تذب. وقال الله عز وجل: {يتجرَّعه ولا يكادُ يُسِيغُهُ} (260) فمعناه: يسيغه بعد إبطاء.
ويجوز أن يكون معنى قول الرجل: ما كاد فلان يقوم: ما يقوم فلان. ويكون " كاد " صلة للكلام. أجاز ذلك الأخفش وقطرب والسجستاني (261) . واحتج قطرب (91) بقول الشاعر:
(شريعٌ إلى الهيجاءِ شاكٍ سلاحُهُ ... فما إنْ يكادُ قِرْنُهُ يَتَنَفَّسُ) (262)
__________
(256) التهذيب 10 / 329. وينظر: تحقيق معنى (كاد) لابن كمال باشا.
(257) ك: ما قام فلان ولا كاد يقوم.
(258) البقرة 71.
(259) ديوانه 57. و (قيس بن الملوح) ساقط من ك. وينسب إلى ابن الدمينة في ديوانه 104. وقد سلف مع آخرين 1 / 363.
(260) إبراهيم 17.
(261) اللسان (كيد) .
(262) بلا عزو في الأضداد 97.

الصفحة 84