عند نفسه، واستوثق منه. ثم صَيَّروا كل شيء يستوثق الرجل به لنفسه، ويعتمد عليه: عقدة.
وقال بعضهم (271) : هي القرية الكثيرة النخل، فلا يكاد غرابُها يُفارِقُها، ولا يطيرُ.
600 - وقولهم: في نهرِ فلانٍ سِكْرٌ
(272)
قال أبو بكر: السكر: الذي يمنع الماء من الجري. وحكي من مجاهد (273) أنه قال في قول الله عز وجل: {إنّما سُكِّرتْ أَبصارُنا} (274) معناه: سُدَّت.
قال أبو عبيد (275) : يذهب مجاهد إلى أن الأبصار غشيها ما منعها من النظر، كما يمنع السكر الماء من الجري.
وقال أبو عبيدة (276) يقال: قد سكرت أبصار القوم: إذا دِيْرَ بهم، وغشيهم كالسَمادير، فلم يبصروا. قال: ويقال للشيء الحار إذا خبا حَرُّه (277) ، وسكن فوره: قد سَكَرَ يَسْكُرُ. وأنشد للراجز (278) :
(جاء الشتاءُ واجثألَّ القُنْبُرُ ... )
(وجَعَلَتْ عينُ الحرورِ تَسْكُرُ ... )
اجثألّ: معناه: اجتمع وتقبَّض. (93)
وقال أبو عمرو بن العلاء (279) : سُكِّرت، مأخوذة من سُكْرِ الشرابِ، كأنّ
__________
(271) هو ابن حبيب في الفاخر 308 والدرة الفاخرة 70.
(272) اللسان (سكر) .
(273) تفسير الطبري 14 / 12.
(274) الحجر 15.
(275) اللسان (سكر) .
(276) مجاز القرآن 1 / 347. والسمادير: ضعف البصر.
(277) (خبا حره) ساقط من ك.
(278) تفسير الطبري 14 / 13 ونسبه إلى المثنى بن جندل. ولعله محرف عن جندل بن المثنى الطهوى. والقنبر. وفي رواية: القبر. طائر.
(279) اللسان (سكر) .