وقال الله تعالى: {وجِئنا ببضاعةٍ مُزْجاةٍ فأوفِ لنا الكيلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} (319) فمعناه: ببضاعةٍ رَدِيّةٍ. ومعنى قولهم: وتصدَّق علينا: بأن تأخذ منا الردية، وتمنّ علينا بفضل ما بين الصرف.
وقال عبد الله بن الحارث بن نوفل (320) كانت البضاعة أَقِطاً وسمناً وتمراً وَصوفاً، وغير ذلك من أمتعة الأعراب.
وقال الكلبي (321) : جاءوا بصنوبر والحبة الخضراء، فباعوه (322) بدراهم لا تجوز في الدراهم، وتجوز في سائر الأشياء. فلذلك قالوا: " وَتَصَدَّقْ علينا ".
وقال مجاهد (323) : المزجاة: القليلة. وبقوله كان يقول أبو عبيدة (234) .
608 - وقولهم: ما عَدا مِمَّا بَدا
(325)
قال أبو بكر (326) : معناه: ما صرفك عني مما ظهر لك مني. يقال: عداني عن لقائك كذا وكذا، أي: صرفني عنه. قال الشاعر (327) : (99)
(عداني عنكَ والأنصاب حربٌ ... كأنّ صُلاتَها الأبطال هِيُم)
يريد: صرفني. وقال الآخر (328) :
(فودِدْتُ إذ شَحَطوا وشَطَّ مزارُهُم ... وعَدَتْ عوادٍ دونَ ذلك تشغلُ)
يريد: وصرفت صوارف. ومعنى بدا: ظهر.
وأول من قال: ما عدا مما بدا، علي بن طالب (رض) (329) . وذلك أنه لما
__________
(319) يوسف 88.
(320) تفسير الطبري 13 / 51.
(321) تفسير الطبري 13 / 51.
(322) ك: فباعوهما.
(323) تفسير الطبري 13 / 52.
(324) مجاز القرآن 1 / 317.
(325) الفاخر 301 مجمع الأمثال 2 / 296.
(326) من هنا أسقط الناسخ عبارة (قال أبو بكر) في شرح الأقوال من ك.
(327) بلا عزو في اللسان (عنا) وروايته: عناني. وقد سلف بهذه الرواية 1 / 607.
(328) الحارث بن خالد المخزومي، شعره 80.
(329) ينظر: البيان والتبين 3 / 221، وكلام الإمام علي في نهج البلاغة 57.