كتاب عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب - ط المعارف - ناقصة (اسم الجزء: 4)

وقد فسر المصنف الفرط بنحو هذا في العمل على الصدقة من هذا الكتاب، وكذا في غيره، فأحسن وأجاد.
وشَذَّ هنا وأغرب، وتساهل كما ترى.
والفَرَطُ: محرك بمعنى الفارط، فهو فعَل بمعنى فاعل، مثل تبعَ بمعنى تابع، ويقال: رجل فَرَط، وقوم فَرَط أيضاً.
ويقال: فارطتُ القوم مُفَارَطَة وفِرَاطاً: أي: سابقتهم وتقدمتهم، وهم يتفارطون.
وافترط فلان ابناً له: أي: تقدم له ولد، ومنه الدعاء على الطفل الميت: (اللهم اجعله لنا فَرَطا): أي: أجراً يتقدمنا حتى نرد عليه. (انتهى).
وقال القاضي عياض: الفرط في الدعاء: الشافع، يشفع لوالديه وللمؤمنين الذي يُصَلّوْنَ عليه، انتهى.
واجعله فَرَطاً لأبويه، أي: سابقاً لتهيئة مصالحهما في الآخرة.
وفي الحديث: "أنا فرطكم على الحوض" يقول: أنا أتقدمكم إليه كالمهيّىء له.

الصفحة 817