كتاب عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب - ط المعارف - ناقصة (اسم الجزء: 4)

فهذا المروي عن سيدنا علي مع شربه قائماً، ونقله فعله عن الشارع عليه الصلاة والسلام، دليل على أنه لبيان الجواز. والله أعلم.
وقد كره الشرب قائماً قوم، منهم أنس وأبو هريرة والحسن البصري، ونحوه عن الشعبي والنخعي، كما أسلفناه عنهما.
ويظهر تعمد المصنف حذف هذا الباب هنا من أصله جملة، من تبويبه في حاشية مختصره لمسلم، باب النهي عن الشرب قائماً، ثم ذكره -ما ذكره المازري المالكي في كتابه المعلم- عن بعض الشيوخ، ولم يعين المصنف أنه من المالكية، ولا نسبه إلى المازري في قوله: "فمن نسي فليستقىء"، كلاماً عجيباً ملفقاً من كلام الشيخ المذكور. حتى إنه حذف من أوله لفظة: (الأظهر).
ومن كلام المازري نفسه، حصل فيه بتصرفه وإجحافه إخلال وقرمطة وتناقض، وترك غيره مما هو أَرَكّ منه، ومحاولة الجمع بين النهي والفعل، ثم كلام القاضي عياض، وهو أطم وأعظم، وكل ذلك ليس بجيد منه، ولو حذفه كله، كما فعل هنا، لأجاد وسلم واستراح وأراح.
ولعله أوقعه فيه، توارد جماعة من المالكية في شروحهم عليه.

الصفحة 904