كتاب موسوعة أحكام الطهارة - الدبيان - ط 2 (اسم الجزء: 3)

قال أبو عمر بن الصلاح: " هذا فيه إشكال لبعد معنى السنة عن معنى الفطرة في اللغة (¬١)،قال: فلعل وجهه أن أصله سنة الفطرة، أو أدب الفطرة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه " اهـ.
وإذا قلنا إن المراد بالفطرة: السنة. فإن السنة معناها الطريقة: أي أن معنى ذلك من سنن الأنبياء والمرسلين وطريقتهم.

دليل من قال الفطرة هي الإسلام.
الدليل الأول:
قوله تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس
---------------
= الثالث: قتيبة، كما في مسلم (٥٦ ـ ٢٦١) والترمذي (٢٧٥٧).
الرابع: زهير بن حرب، كما في مسلم (٥٦ ـ ٢٦١).
الخامس: يحيى بن معين، كما في سنن أبي داود (٥٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٢).
السادس: هناد، كما في سنن الترمذي (٢٧٥٧).
السابع: يوسف بن موسى كما في صحيح ابن خزيمة (٨٨).
الثامن: محمد بن إسماعيل الحساني، كما في سنن الدارقطني (١/ ٩٤).
(¬١) المعنى اللغوي للفطرة: قال في المغرب (ص: ٣٦٣): " (الْفَطْر) إيجاد الشيء ابتداء وابتداعاً. ويقال: فطر الله الخلق فطراً إذا ابتدعهم. و (الفطرة) الخلقة، وهي من الفطر، كالْخِلْقَة من الخلق في أنها اسم للحالة، ثم إنها جعلت اسماً للخلقة القابلة لدين الحق على الخصوص. وعليه الحديث المشهور: " كل مولود يولد على الفطرة " ثم جعلها اسماً لملة الإسلام نفسها؛ لأنها حالة من أحوال صاحبها، وعليه قوله: قص الأظفار من الفطرة.
وقال في المصباح المنير (ص: ٤٧٧): (ف ط ر) فطر الله الخلق فطراً: أي خلقهم. والاسم: الفِطْرَة بالكسر. قال تعالى: {فطرت الله التي فطر الناس عليها} الخ ما ذكره.

الصفحة 29