كتاب موسوعة أحكام الطهارة - الدبيان - ط 2 (اسم الجزء: 3)

اللحى، خالفوا المجوس (¬١).
وجه الاستدلال:
قوله: " أعفوا اللحى ".
وأجيب بأجوبة منها:
الأول: إذا كان لفظ أعفوا: هو التكثير، كما يفهم من قوله تعالى: {حتى عفوا} أي حتى كثروا، فمن أعفى لحيته بمقدار القبضة، فقد كثرت لحيته، وصدق على لحيته أنها قد عفت، وأن صاحبها قد أعفاها، وهذا ما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم.
جاء في المصباح المنير: " عفا الشيء: كثر، وفي التنزيل: {حتى عفوا} (¬٢): أي حتى كثروا. ومنه عفا بنو فلان إذا كثروا. وعفوت الشعر: أي تركته حتى يكثر ويطول، ومنه: "أحفوا الشوار وأعفوا اللحى" (¬٣).
وجاء في إكمال المعلم في شرح فوائد مسلم: " قوله: " وأعفوا اللحى " وفي رواية: " أوفوا اللحى "، وهما بمعنى: أي اتركوها حتى تكثر وتطول. ثم قال:
وقال أبو عبيد: في إعفاء اللحى: هو أن توفر، وتكثر، يقال: عفا الشيء: إذا كثر وزاد، وأعفيته أنا.
وعفا: إذا درس، وهو من الأضداد، ومنه الحديث: " فعلى الدنيا العفا"
---------------
(¬١) مسلم (٢٦٠).
(¬٢) الأعراف: ٩٥.
(¬٣) المصباح المنير (ص: ٢١٧).

الصفحة 357