كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
وله يرثي ابنيه:
رعى الله قلبين استكانا ببلدة ... هما أسكناها في السواد من القلب
لئن غيبا عن ناظري وتبوءا ... فؤادي لقد زاد التباعد في القرب
وأبكي وأبكي ساكنيها لعلني ... سأنجد من صحب وأسعد من سحب
فما ساعدت ورق الحمام أسى ... ولا روحت ريح الصبا عن أخي كرب
ولا استعذبت عيناي بعدهما كرى ... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب
أحن ويثني نفسي على الأسى ... كما اضطر محمول على المركب الصعب وله يرثي ابنه محمدا:
أمحمد إن كنت بعدك صابرا ... صبر السليم لما به لا يسلم
ورزئت قبلك بالنبي محمد ... ولرزؤه أدهى لدي وأعظم
فلقد علمت بأنني بك لاحق ... من بعد ظني أنني متقدم
لله ذكر لا يزال بخاطري ... متصرف في صفوه متحكم
فإذا نظرت فشخصه متخيل ... وإذا أصخت فصوته متوهم
وبكل أرض لي من أجلك روعة ... وبكل قبر عبرة وترنم
فإذا دعوت سواك حاد عن اسمه ... ودعاه باسمك مقول بك مغرم