كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

حكم الردى ومناهج قد سنها ... لأولي النهى والحذق قبل متمم
فلئن جزع فإن ربي عاذر ... ولئن صبرت فإن صبري أكرم وله يمدح الأمير معز الدولة أبا علوان ابن أسد الدولة:
محل الهوى من سر حبك آهل ... وصرف النوى عن شمل شوقي غافل
ولله طيف لا يلم كأنما ... له من سهادي في الزيارة عاذل
غدا نافرا لا أستطيع اقتناصه ... ولو أن لي يوم الكثيب حبائل
تبيت جفوني صاديات من الكرى ... ولكنها من ماء دمعي نواهل
لئن أمطرت روض الخدود سحابها ... لقد صديت منا قلوب مواجل
خليلي ها فاستعرضا الركب منهما ... فقد درجت في الريح منها رسائل
أسروا إلى الليل البهيم سراهم ... فنمت عليه في الشمال شمائل
متى نزلوا ثاوين في الخيف من منى ... بدت للهوى بالمأزمين مخايل
فلله ما ضمت منى وشعابها ... وما ضمنت تلك الربى والمنازل
ولما التقينا للجمار وأبرزت ... أكف لتقليب الحصى وأنامل
أسرت إلينا بالغرام محاجر ... وباحت به منا جسوم نواحل
سقى أثلاث الجزع من أم مالك ... عشار سحاب مترعات حوافل

الصفحة 102