كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

قد هجر الأنس والسرور ... إذ هجر الشادن النفور
وغيضت غيضة التمني ... فطرف نوارها حسير
وأقفر الربع بعد أنس ... فعمر لهو الفتى قصير قال: فراجعني بهذه الأبيات:
يا من به تزدهي الدهور ... ومن له تخضع البدور
ومن إذا احتل في علاه ... فكل جفن به قرير
قد عوتب الشادن الغرير ... فعاد من وصله اليسير
ومن لي بالجواب تيها ... وهو بما قلته خبير
فافتر عن واضح شنيب ... فيه لميت الهوى نشور
ثم تلاقت لنا عيون ... تخالفت تحتها الصدور
ترجم بالثغر عن معان ... ضن بإعلانها الضمير
ولم نزل نعمل الحميا ... واللحظ ما بيننا سفير
مدامة أفنت الليالي ... وأرضعت ثديها الدهور
تخالها في الكؤوس سرا ... وهي لشرابها سرور
حتى إذا ما الصدود أودى ... تناولت مزجها الثغور
فاهنأ بما قد هنا محب ... خطرك في نفسه خطير
كان لك الله من وفي ... وفى به دهرنا الغرور
إن الورى أصبحوا أجاجا ... وإنك السائغ النمير

الصفحة 110