كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
وتلقيت فيه طائر اليمن، ولم تعدم المحل الرفيع، والجانب المنيع، والسكون مني إلى من لم يزل يعتمدك بإيثاره، ويشاركك في خاص أسراره، ويرفع قدرك فوق أقدار الأكفاء، ويحط عن منزلتك منازل النظراء، وإن كان قد جرى قدر بمارقة فكانت سليمة لم يتبعها إلا حال لك محوطة محفوظة، وساقة بعين الصيانة مكلوءة ملحوظة.
وهذه أيضاً جملة من شعره
له في المعتضد من قصيد أوله:
دون الأحبة بالوعساء أعداء ... وسلم كل بعيد الهم هيجاء
والحب كالمجد لا ينفك من كبد ... فيه يلذ لنا بؤس ونعماء
حفيظة منك عين الله تكلؤها ... وشيمة شيم منها العين والطاء
وهيبة لم تزل تعنو إليك بها ... والدين يخبط منه الليل عشواء
مدوا إليك أكف البغي فانجذمت ... وقد خلت منهم بالسيف أقفاء
وقادة في وجوه القوم أخجلها ... من حد سيفك توبيخ وإدماء
أبناء دأية من مقطوف هامهم ... على الجذوع لها وقع وإقعاء
قوم هم نبذوا الإسلام قاطبة ... عنهم كما نبذ الأموات أحياء ومعنى البيت الثاني منها كقول حبيب: