كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
ونشكر للربيع، ما أرانا من البديع.
قال ابن بسام: ووجدت لأبي الوليد هذا رسالة عارض بها أبا حفص ابن برد في رسالته في تقديم الورد على سائر الأزهار، فخرج فيها أبو الوليد - خروج أبي حفص بن برد - على الورد، ودعا إلى البهار، وأسمع سائر الأنوار، فنصبه إماما، ولولا اشتهار فضل الورد لكانت لزاما، وقد اقتضبت من الرسالتين قبض فصول، تخفيفا للتثقيل، وجمعا للشمل،، ومقابلة للشكل، وقدمت رسالة ابن برد، على حكم الإحسان ومقتضى النقد، وهي رقعة خاطب بها ابن جهور قال فيها:
أما بعد، يا سيدي ومن أنا أفديه، فإنه ذكر بعض أهل الأدب المتقدمين فيه، وذوي الظرف المعتنين بملح معانيه، أن صنوفا من الرياحين، وأجناسا من أنوار البساتين، جمعها في بعض الأزمنة خاطر خطر بنفوسها، وهاجس هجس في ضمائرها، لم يكن لها بد من التفاوض فيه والتحاور، والتحاكم من أجله والتناصف، وأجمعت على أن ما ثبت في ذلك العهد، ونفذ من الحلف، ماض على من غاب شخصه، ولم يئن منها وقته، فقام منها قائمها فقال: يا معشر الشجر، وعامة الزهر، إن الله تعالى اللطيف الخبير [25 ب] الذي خلق المخلوقات، وذرأ البريات، باين بين أشكالها وصفاتها، وباعد بين منحها وأعطياتها، فجعل عبدا وملكا، وخلق قبيحا