كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
ما فيه، وبنت على هدم مبانيه، ونقض معانيه، وعرفت الورد بما عليه، فيما نسب إليه، من استحقاقه ما لا يستحقه، واستئهاله ما لا يستأهله، ورأت أن مخاطبة من أخطأ تلك الخطية، وأدنى من نفسه تلك الدنية، تدبير دبري، ورأي غير مرضي، فكتبت إلى الأقحوان والخيري الأصفر كتابا قالت فيه: لو استحق الورد إمامة، واستوجب خلافة، لبادرتها آباؤنا، ولعقدها أوائلنا، التي لم تزل تجاوره في مكانه، وتجيء معه في أوانه؛ ولا ندري لأي شيء أوجبت تقديمه، ورأت تأهيله، بما غيره أشكل له وأحق به، وهو نور البهار، البادي فضله بدو النهار، والذي لم يزل عند علماء الشعراء، وحكماء البلغاء، مشبها بالعيون التي لا يحول نظرها، ولا يحور حورها، وأفضل تشبيه الورد بنضرة الخد عند من تشيع فيه؛ وأشرف الحواس العين، إذ هي كل متول عين، وليس الخد حاسة، فكيف تبلغه رئاسة -:
أين الخدود من العيون نفاسة ... ورئاسة لولا القياس الفاسد وأصح تشبيه الورد وأقربه من الحق قول ابن الرومي في الشعر الطائي ولقد وافق ووفق، وشبه فحقق.