كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
وكأس لها كيس على اللب والعقل ... شمول تريك الأنس مجتمع الشمل
كأن حباب الماء في جنباتها ... دروع لجين قد جلتها يد الصقل
تزيد ذوي الألباب فضلا ولم تزل ... تديل بطبع الجود من طبع البخل
غنيت بمن أهواه عن نشواتها ... فمن طرفه خمري ومن ريقه نقلي وقال:
حمام بلحظك قد حم لي ... فما زال يهدي إلى مقتلي
وإن لم تغثني بمعنى الحياة ... من ريق مبسمك السلسل
فها أنا قاض بداء الهوى ... وقاضي جمالك لم يعدل
فيا ليت قبري حيث الهوى ... فأكرم بذلك من منزل
عسى من تلفت بحبي له ... يرق على ذي بلاء بلي
فإن جاد بالوصل بعد الوفاة ... رجعت إلى عيشي الأول
فيا صاحبي هناك احفرا ... ولا تحفرا لي بقطربل
إذا ما أدرت كؤوس الهوى ... ففي شربها لست بالمؤتلي
مدام تعتق بالناظرين ... وتلك تعتق بالأرجل وهذا البيت مما أغرب به على الألباب، وأعرب فيه عن موضعه من الصواب، وبينه وبين قول أبي الطيب شبه بعيد، ولكن لأبي الوليد فضل التوليد، وحسن من النقل ليس عليه مزيد، وهو قوله: