كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
وكان أبو حاتم يتصدق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع.
واجتمع أبو العباس بن سريج الشافعي وأبو بكر بن داود القياسي في مجلس الوزير ابن الجراح فتناظر في الايلاء، فقال له ابن سريج: أنت بقولك " من كثرت لحظاته دامت حسراته "، أبصر منك بالكلام في الإيلاء؛ فقال أبو بكر: لئن قلت ذلك فإني أقول:
أنزه في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... يصب على الصخر الأصم تهدما
وينظر طرفي عن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فلست أرى حبا صحيحا مسلما فقال أبو العباس: لم تفتخر علي، ولو شئت أنا أيضاً لقلت: [128 أ]
ومطاعم للشهد من نفثاته ... قد بت أمنعه لذيذ سناته
ضنا بحسن حديثه وكلامه ... وأكرر اللحظات في وجناته
حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولى بخاتم ربه وبراته فقال أبو بكر: يحفظ عليه ما قال، حتى يقيم عليه شاهدي عدل أنه ولى بخاتم ربه، قال أبو العباس: يلزمني في ذلك ما يلزمك في قولك:
أنزه في روض المحاسن مقلتي ... البيت. ...