كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

ذكر العفاف، ثم أعود بعد إلى ماله من الأشعار في سائر الأوصاف:
قال الرمادي:
وليلة راقبت فيها الهوى ... على رقيب غير وسنان
والراح ما تنزل من راحتي ... وقتا ومن راحة ندماني
ورب يوم قيظه منضج ... كأنه أحشاء ظمآن
أبرز في خديه لي رشحه ... طلا على ورد وسوسان
وكان في تحليل أزراره ... أقود لي من ألف شيطان
فتحت الجنة من جيبه ... فبت في دعوة رضوان
مروة في الحب تنهى بأن ... يجاهر الله بعصيان وقال من أخرى:
ليالي بعت العاذلين إمامتي ... بفتكي ووليت الوشاة أذاني
وإذ لي ندمانان: ساق وقينة ... رشيقان بالأرواح يمتزجان
أمد إلى الطاووس في تارة يدي ... وفي تارة آوي إلى الورشان
وكنت أدير الكأس حتى أراهما ... يميلان من سكر ويعتدلان [28 ب]
فكانا بما في الجسم من رقة الضنى ... يكادان عند الضم يلتقيان
ونفضي إلى نوم فإن كنت جاهلا ... مكاني فوسطى العقد كان مكاني
فلو تبصر المضنى وبداره حوله ... لقلت السها من حوله القمران
وما بي فخر بالفجور وإنما ... نصيب فجوري الرشف والشفتان وقال الحصري الكفيف:

الصفحة 141