كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
بأيهما أنا في الحب باد ... بشكر الطيف أم شكر الرقاد
سرى فازداد بي أملي ولكن ... عففت فلم أنل منه مرادي
وما في النوم من حرج ولكن ... جريت من العفاف على اعتيادي أخذه من قول المتنبي:
يرد يدا عن ثوبها وهو قادر ... البيت. ... كأنه لما عف في اليقظة جرى على عادته في النوم.
ولابن الأبار في هذا عدة أشعار، منها قوله:
ومعرض بالغصن في حركاته ... تسل القلوب العفو من لحظاته
عاطيته كأسا كأن سلافها ... من ريقه المعسول أو وجناته
حتى إذا ما السكر مال بعطفه ... وعنا بحكم الوصل في نشواته
هصرت يدي منه بغصن ناعم ... لم أجن غير الحل من ثمراته [29 أ]
وأطعت سلطان العفاف تكرما ... والمرء مجيول على عاداته وقال:
ومنعم غض القطاف ... عذب الغروب للارتشاف
قد صيغ من در الجما ... ل وصين في صدف العفاف
وسقته أندية الشبا ... ب بمائها حتى أناف
فتروضت عنه الريا ... ض وسلفت منه السلاف