كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

مهما أردت وفاقه ... يوما تعرض للخلاف
لما تصدى للصدو ... د ومال نحو الإنحراف
هيأت من شركي له ... فعل اللطاف من الظراف
فسقيته ماء بها ... وأدرت صافية بصاف
حتى ترنح مائلا ... كالغصن مال به انعطاف
فوردت جنة نحره ... ونعيمها داني القطاف
وضممت ناعم عطفه ... ضم المضاف إلى المضاف
فورعت في حين الجنى ... وكففت عن فوق الكفاف
وعصيت سلطان الهوى ... وأطعت سلطان العفاف وما أملح هذه الملح، وما أقبح ما أنشدت في ضدها لعبد الجليل، حيث يقول:
تعرض لي ليسقط في حبالي ... سقوط تعمد شبه اتفاق
وبات على المدامة لي نديما ... وبين جفونه للغنج ساقي
إلى أن مال من سنة الحميا ... وقام الليل ممدود الرواق
وحل معاقد الهميان عنه ... بسبط كان يعقدها رقاق
وصار على كرامته بساطا ... ولفت بيننا ساق بساق وبعده ما أضربت عنه، وصنت كتابي منه.

الصفحة 144