كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
وأنشدني أبو بكر الداني لنفسه:
أتوب لله من هوى رشأ ... غيره بالعطاء من غير
ليس معي خاتم ولا فنك ... ولا شراب إناؤه عنبر
وإنما كان شرطه قدحا ... وكان شرطي عليه أن يسكر وممن رأيته أولع بهذه الأوصاف وشغف، وصرف فيها الكلام فتصرف، الأديب أبو القاسم المعروف بالمنيشي الاشبيلي، أنشدني لنفسه من جملة قصيدة:
وعجزاء حوراء وفق الهوى ... تحيرت فيها وفي أمرها
غلامية ليس في جسمها ... مكان دقيق سوى خصرها
إذا أدبرت أو إذا أقبلت ... ففي فرها الموت أو كرها
ولما خلونا ورق الكلام ... دفعت بكفي في صدرها [29 ب]
ومن لا أسميه مثل القناة ... فألقت ذراعا على عشرها
فما زلت أجمع طعنا وضربا ... على زيدها وعلى عمرها
وصارفتها العين هذا بذاك ... وقد شدت السوق من أزرها
فأعطيتها المحض من فضتي ... وأعطتني المحض من تبرها قوله: " ولما خلونا ورق الكلام "، من قول امرئ القيس: