كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

وإنما أخذه من قول المتنبي:
أعارني سقم عينيه وحملني ... من الهوى ثقل ما تحوي مآزره قال ابن بسام: وهذا الباب واسع الميدان، متلف الأغصان، وإنما ألمع مع كل معنى بيسير، وأثير حصاة من ثبير.
وقول أبي القاسم المذكور: " على زيدها وعلى عمرها " من الكنايات المختارة، والسامع يفهم الإشارة، وإنما نبهته على هذا التعريض، وأرته كيف يأخذ في هذه العروض، إحدى من جاهرت بالصبوة، وتجاوزت طلق الجموح في ميدان الشهوة فقالت: إن ضم قضقض، وإن دسر أغمض، وإن أخل أحمض.
وقال أبو القاسم من أخرى:
وخشفية الألحاظ والجيد والحشا ... ولكن لها فضل القبول على الخشف
ثتنى على مثل العنان إذا التوى ... وقد عقدوها للفسوق على النصف
وليس كما قال الجهول تقسمت ... فبعض إلى غصن وبعض إلى حقف ومنها:
سعت في سبيل الفتك والفتك بيننا ... إشارة لحظ تنسخ النكر بالعرف

الصفحة 149