كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

رشأ راش لي سهام المنايا ... من جفونٍ يصمي بهن القلوبا
قال لي: ما ترى الرقيب مطلاً ... قلت ذره أتى الجناب الرحيبا
عاطه أكؤس المدام دراكاً ... وأدرها عليه كوباً فكوبا
واسقنيها بخمر عينيك صرفاً ... واجعل الكأس منك ثغراً شنيبا
ثم لما أن نام من نتقيه ... وتلقى الكرى سميعاً مجيبا
قال لا بد أن تدب إليه ... قلت أبغى رشاً وآخذ ذيبا -!
قال فابدأ بنا وثن عليه ... قلت كلا لقد دفعت قريبا
فوثبنا على الغزال ركوبا ... ودببنا إلى الرقيب دبيبا
فهل آبصرت أو سمعت بصب ... محبوبه وناك الرقيبا قال ابن بسام: ولقد ظرف ابن الأبار واستهتر ما شاء وندر، وأظنه لو قدر على إبليس الذي تولى له نظم هذا السلك، وأوطأ له ثبج هذا الملك، لدب إليه، ووثب أيضاً عليه، وأبو نواس، سهل هذا السبيل للناس، حيث يقول:
نكنا رسول عنانٍ ... والرأي فيما فعلنا
فكان خبزاً بملحٍ ... قبل الشواء أكلنا

الصفحة 151