كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
الغاية، وإن كان أبو الوليد ربما غمره بمكانه، وتمكنه من سلطانه. وكان المعتضد، لشذوذ مناحيه، وفضل عربدة كانت فيه، ربما أغرى بينهما إذا اجتمعا في مجلسه، فيتمكن لابن حصن التقدم عليه، بسعة ذرعه، ورضاه بالعفو من طبعه؛ وكان ابن زيدون قد جرى من الكلام إلى غاية لا يتعداها، ولا يرضى من نفسه إلا بلوغ أقصاها، ولا يمكنه ذلك منها إلا في مهلةٍ طويلة، وعلى كلفة ثقيلة، فربما كبا جواده، وتأخر مراده، ولم يزل الوليد يطرق ويحلم، ويسدي في أمره ويلحم، وابن حصنٍ يغتر ويقدم، ففاز ابن زيدون بحمله وتوقره، وهوى نجم ابن حصنٍ بين اغتراره وتهوره، فزلت قدمه، وطاح دمه، في خبر مشهورٍ مذكور، " وعند الله تجتمع الخصوم " واليه ينتهي الظالم والمظلوم.
جملة من أشعاره في صفات مختلفة
قال:
ألا قل لبدر الدجى ما عداه ... مما بدا من نوال نوى لي
وهات اشفين غلتي بالمدام ... فإن بنات الدوالي الدوا لي وقال: