كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

يضيق الفضا عن أن يكون لبانه ... وتدنو الثريا أن تكون له سمكا
أدرت وقد دارت رحى الحرب عزمة ... أبادت ذوي الشحناء صولتها هلكا
فآبوا وسمر الخط سائلة دما ... وأجسامهم ينضحن من صدأ سهكا
قبائل ما انفكت تغادر في العدا ... وقيعة غسان غداة غزت عكا ومنها في الحرباء:
تظل ترى الحرباء فيها مرفعا ... يدي كاتب ما زال يدعو وما انفكا قال ابن بسام: وقد أكثر الناس في وصف الحرباء وانتصابها، وكنوا بكل شيء عن تلونها وانقلابها، فممن أحسن في التشبيه، وذهب بهذا المعنى مذهبا من الحسن لا شك فيه، ابن الرومي بقوله:
ما بالها قد حسنت ورقيبها ... أبدا قبيح، قبح الرقباء
ما ذاك إلا أنها شمس الضحى ... أبدا يكون رقيبها الحرباء وقال ابن بابك في غير هذا المعنى، ولكنه في ذكرها معه التقى:
بغرة كشعاع الشمس لو برزت ... في ظلمة الليل للحرباء لانتصبا ونقله بعض أهل عصرنا فقال في صفة بيداء:

الصفحة 168