كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
ومنها:
لأغرقتني من أن أكون بشكرها ... أقوم، على أني أقوم فأغرق
ولو كل عضو في أو كل شعرة ... بجسمي لما أوليت بالشكر تنطق [37 أ]
أتتني يد بيضاء منك كأنها ... سنا الصبح تجلو الهم والصبح مشرق
ومشتاقة عذراء شد خناقها ... ولم أر عذرا مثلها كيف تخنق
عليها من اسم الملك عقد منظم ... ومن خاتم الملك اليماني بخنق
تلاقيتها بشرا ملاقاة شيق ... إليها فقل إلف تلقاه شيق
أقبلها طورا وطورا أضمها ... إلى كبد تحنو عليها وتشفق
إلى أن تشفينا عناقا وخفت أن ... يضر بها ذاك الرباط المخنق
قطعت عليها عقدها فتناثرت ... دنانير أمثال الكواكب تشرق
كحلت بها حولاء عيني فاغتدى ... بها حور يزهي العيون ويونق ومنها في ذكر قصيدته:
وأيقظت أفراخي لها فتطايروا ... سرورا بآباط علي تصفق
فيا لك من لهو وطيب وفرحة ... ويوم سرور حسنه متألق
لو أن جريرا والفرزدق أنشدت ... لأدى جرير حقها والرزدق
وهن وإن كانت قوافي تنتقى ... جبال بإجهاد القرائح تنتق وله فيه من أخرى:
وليل كأكباد العداة وصلته ... بنوم كسا الآفاق منه وصائل
ويوم عماسي بليل ذعرته ... كما فاجأ الرعديد في الحرب باسلا