كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

يد تسع الدنيا بما وسعت ولا ... أحاشي بهابرا بحرا وسواحلا [37 ب]
يقل أبان أن يرى فص خاتم ... لها والبحور الزاخرات أناملا
أمستوصفي عنه ابن بجدتها أجل ... لقد جل عن وصفي علا وفواضلا
مساع إذا ما الوصف حاول بعضها ... ذهبن به في كل واد محاولا
خلعن على سحبان حلة باقل ... فساوى بها سحبان في العي باقلا
سوى العجز لا يجدي تناول وصفها ... علي وقولي عزت المتناقلا
وإن زمانا جاد فينا بمثله ... جدير بأن يدعى الجواد المناولا
فهذا مكان الوصف إن كنت واصفا ... وهذا مكان القول إن كنت قائلا
فما يهب الآمال إلا حواليا ... إذا وهب الناس العطايا عواطلا
وإن خاتلت أعداؤه أفتا لهم ... بمأقط حرب لم تجده مخاتلا
فما ينظم الآراء إلا دآديا ... ولا يبعث الرايات إلا قوائلا ومنها:
هم القوم طابوا أبطنا وعمائرا ... وطابوا شعوبا قوبلت وقبائلا
ضراغم آجام تهب لدى الوغى ... شمائلهم في المأزقين شمائلا
فما حملوا إلا بنصر حمائلا ... ولا عملوا إلا بنجح عواملا
ولا ادرعوا غير القلوب سوابغا ... ولا سكنوا غير السروج معاقلا ومنها:
ودونكها مصبوحة رسل مقول ... أزف بها بكرا عوانا مراسلا

الصفحة 182