كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
فما لي لا أبكي أم القلب صخرة ... وكم صخرة في الأرض يجري بها نهر
بكت واحداً لم يشجها غير فقده ... وأبكي لألاف عديدهم كثر
بني صغير أو خليل موافق ... يمزق ذا قفر ويغرق ذا بحر
ونجمان زين للزمان احتواهما ... بقرطبة النكداء أو رندة القبر
غدرت إذن إن ضن جفني بقطرةٍ ... وإن لؤمت نفسي فصاحبها الصبر
فقل للنجوم الزهر تبكيها معي ... لمثلهما فلتحزن الأنجم الزهر قال ابن بسام: وهذه القطعة يشبه أولها قطعة عوف بن محلم، وما أراه إلا بها ألم، وعلى منوالها سدى وألحم، وهي:
وأرقني بالري نوح حمامةٍ ... فنحت وذو الشجو الغريب ينوح
على أنها ناحت ولم تذر عبرةً ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح وقال المعتمد أيضاً يبكيهما بما يفت الكبد، ويفت العضد:
يقولون صبراً لا سبيل إلى الصبر ... سأبكي وأبكي ما تطاول بي عمري
هوى الكوكبان الفتح ثم شقيقه ... يزيد فهل عند الكواكب من خبر
ترى زهرها في مأتم كل ليلةٍ ... تخمش لهفاً وسطه صفحة البدر
ينحن على نجمين، أثكلت ذا وذا ... وأصبر ما للقلب في الصبر من عذر
[14ب] أفتح لقد فتحت لي باب رحمة ... كما بيزيد الله قد زاد في أجري
توليتما والسن بعد صغيرة ... ولم تلبث الأيام أن صغرت قدري