كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

ضدان ألف صرف الدهر بينهما ... لقد تلون في الدهر ألوانا
بكيت فتحاً فإذ ناديت سلوته ... لقد تلون في الدهر ألوانا
يا فلذتي كبدي يأبى تقطعها ... عن وجدها بكما ما عشت سلوانا
لقد هوى بكما نجمان ما رميا ... إلا من العلو بالألحاظ كيوانا
مخفف عن فؤادي أن ثكلكما ... مثقل لي يوم الحشر ميزانا
يا فتح قد فتحت تلك الشهادة لي ... باب الطماعة في لقياك جذلانا
ويا يزيد لقد زاد الرجا بكما ... أن يشفع الله بالإحسان إحسانا
كما شفعت أخاك الفتح تتبعه ... لقاكما الله غفراناً ورضوانا
مني السلام ومن أم مفجعة ... عليكما أبداً مثنى ووحدانا
أبكي وتبكي ونبكي غيرنا أسفاً ... لدى التذكر نسواناً وولدانا واجتاز يوماً عليه بموضع ثقافه سرب القطا فهاج وجده، وأثار من لاعج الشوق ما عنده، فقال:
بكيت إلى سرب القطا إذ مررن بي ... سوارح لا سجن يعوق ولا كبل
[15أ] ولم تك والله العليم حسادةً ... ولكن حنيناً أن شكلي لها شكل
فأسرح لا شملي صديع ولا الحشا ... وجيع ولا عيناي يبكيهما ثكل
هنيئاً لها أن لم يفرق جميعها ... ولا ذاق منها البعد من أهلها أهل
وأن لم تبت ليلاً تطير قلوبها ... إذا اهتز باب السجن أو صلصل القفل
وما ذاك مما يعتريني وإنما ... وصفت الذي في جبلة الخلق من قبل

الصفحة 71