كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
لها ابن من ابن فلان، فرعض له (1) فاختلسه، وقربه إلى الحضرة المزدانة بك، فتمثل ما شئت من كمدها، واحتراق كبدها، وتذكر قوله عليه السلام: " لا توله والدة على ولدها "، وانظر سوء فعل هذا المعاند، وتدري وجد ثكلى أصيبت بواحد، وهو وإن كان غير واضح فهو عندها عرار (2) ، وفي عينها دينار (3) ، وإن كان كما سترى، فكل شيء يحب ولده حتى الحبارى (4) ، والولد - كما في علمك - فتنة، والخنفساء في عين أمها رامشنة، وستراه - إن شاء الله - وترى أباه، فتعلم الإقراف (5) من حيث أتاه، وترى تلك المخايل، وتعرف فيه من أبيه شمائل (6) ، وتتحقق به المشابه والمناسب، وتنشد:
وأنا نرى أقدامهم في نعالهم ... وآنفهم بين اللحى والحواجب وترى فيه من علامات الكرام، لأنه شبيه لأمير المؤمنين هشام، وإنه متخازر، وأن اسمه عبد الله ن طاهر، وهذا هزل كله جد، ومزح تحقيقه عمد، فهو على كل حالٍ ولد، وقطعة من كبد، وأنت [138ب]
__________
(1) ط د س: ابن من ابن فلان يعرض عليه.
(2) من قول عمرو بن شأس (الحماسية رقم: 84) :
وإن عراراً إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم (3) إشارة إلى قصة أعرابي كان ينشد ابناً له ضل فلما سئل أن يصفه قال: كأنه دنينير، وكانت الصفة بعيدة عن الواقع.
(4) انظر الميداني 2: 62.
(5) الاقراف من قبل الفحل أي حين كون الأب هجيناً غير عربي.
(6) من قول امرئ القيس (ديوانه: 113) :
وتعرف فيه من أبيه شمائلا ... ومن خاله ومن يزيد ومن حجر