كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

والثريا وسعد السعود والزاهي الذي ذكر في هذا الشعر أسماء قباب ومصانع سلطانية كان تأنق في بنيانها من قصور إشبيلية. وعلى هذا الشعر أجابه أبو محمد الصقلي المعروف بابن حمديس بأبيات قال فيها:
تجيء خلافاً للأمور أمور ... ويعدل دهر في الورى ويجور
أتيأس من يومٍ يناقض أمسه ... وزهر الدراري في البروج تدور
وقد تنخي السادات بعد خمولها ... وتخرج من بعد الكسوف القمر ومن هذا الجواب يقول:
ولما رحلتم بالندى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير
رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الراسيات تسير ونعبت غربان بجدار المكان الذي كان فيه، ثم ورد إثر ذلك النبأ بقدوم بعض نسائه عليه فقال:
غربان أغمات لا تعد من طيبةً ... من الليالي وأفناناً من الشجر
تظل زغب فراخ تستكن بها ... من الحرور وتكفيها أذى المطر
كما نعبتن لي بالفال يعجبني ... مخبرات به عن أطيب الخبر
أن النجوم التي غابت قد اقتربت ... منا مطالعها تسري إلى القمر
علي إن صدق الرحمن ما زعمت ... ألا يروعن من قوسي ولا وتري
والله والله لا نفرت واقعها ... ولا تطيرت للغربان بالعور
ويا عقاربها لا تعدمي أبداً ... شدخاً وعقراً ولا نوعاً من الضرر

الصفحة 76