كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

فانهض فقد لقيت معمراً (1) ، وما شئت منقراً ومصفراً (2) ،ورعيت ريفاً، ونزلت بحراً وريفاً (3) ، فأخذ الكتاب بمنقار، وصفق من ريش الجناحين سروراً وطار؛ ومن ركب - أعزك الله - الجناح، وامتطر الرياح، طوى البراح، وهو آتيك كالبراق في لمعة، تصفقة الطائر المستحر (4) سرعة، فإن حل البساط فابن سريجٍ والغريض، وإن احتفل السماط (5) فأبو جلدة وابن بيض (6) . وأنت بسيادتك تبسط له في بساتينك، وتفرش له من وردك ويا سمينك، حتى تلبس من أغاريده الحلل المنتشرة، وينشر على منابر أدواحك شبيباً وابن لسان الحمرة (6) ، وتنبت أرضك مندلاً، وجوك صندلاً، وثراك خزامى وقرنفلاً، وتهب له ريحك جنوباً، ويحق
__________
(1) المعمر: المنزل الواسع.
(2) إشارة إلى رجز ينسب لطرفة أو لكليب (الخزانة 1: 417 وفصل المقال: 364) :
يا لك من قبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري ... (3) ط: ورقا ... وريقا.
(4) استحر الطائر: غرد بسحر.
(5) ط د: السماك.
(6) ط د: فابن جلدة؛ وأبو جلدة البشكري شاعر من شعراء الدولة الأموية من ساكني الكوفة خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج، وكان معاقراً للخمر (انظر أخباره في الأغاني 11: 291 - 312) وأما ابن بيض فهو حمزة بن بيض الحنفي، وهو أيضاً شاعر أموي كوفي في سائر القول في المجون، توفي سنة 120 (انظر معجم الأدباء 10: 280 والأغاني 16: 143 والفوات 1: 395) .
(6) ط د: فابن جلدة؛ وأبو جلدة البشكري شاعر من شعراء الدولة الأموية من ساكني الكوفة خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج، وكان معاقراً للخمر (انظر أخباره في الأغاني 11: 291 - 312) وأما ابن بيض فهو حمزة بن بيض الحنفي، وهو أيضاً شاعر أموي كوفي في سائر القول في المجون، توفي سنة 120 (انظر معجم الأدباء 10: 280 والأغاني 16: 143 والفوات 1: 395) .

الصفحة 760