كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
إن نفترق نسباً بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد وقول الأصغر (1) :
إن كنت من فارس في بيت سؤددها ... وكنت في بحتر في البيت والحسب (2)
فلم بضرنا تنائي المنصبين وقد ... رحنا نسيبين في علمٍ وفي أدب وإن كنت أكثر الاعتزاء إلى النسب الكريم، وأعتد من أهله في الصميم، وأزاحمهم بمنكب واهن ضعيف، وأمت إليهم بسببٍ سحيل سخيف، ثم أرجع عند الامتحان، وإلي منكم كإل السقب من ولد الأتان، (3) فقد قال عليه السلام: " من كثر سواد قومٍ فهو منهم "، وعسى أن يبدو لي ما يستنكر ويستكثر لمثلي، فأكون عباس بن الأحنف ويكون كبشار إذ يقول (4) : " ما زال غلام من بني حنيفة يدخل نفسه فينا ويخرجها حتى قال:
__________
(1) ديوان البحتري: 254.
(2) الديوان: إن كان من فارس..... طيء.... ذي الحسب.
(3) خلط هنا بين بيتين أحدهما لحسان (ديوانه: 394 والحيوان 4: 360) وهو:
لعمرك إن إلك من قريش ... كإل السقب من رأل النعام والثاني هو قول الشاعر:
وأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان وهذا البيت الثاني يروى لعبد الرحمن بن الحكم (الحيوان 1: 146، 7: 73 والخزانة 2: 518) كما ينسب لابن مفرغ (الشعر والشعراء: 279 ووفيات الأعيان 6: 350) .
(4) انظر الأغاني 5: 193.