كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

قناة سعت للطعن حتى تقصدت ... وسيف أطال الضرب حتى تثلما
بكى آل عباد ولا كمحمد ... وأبنائه صوب السحائب إذ همى
حبيب إلى قلبي حبيب لقوله ... " عسى طلل يدنو بهم ولعلما "
وكنا رعينا العز حول حماهم ... فقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى
كأن لم يكن في أنيس ولا القتى ... به الوفد جمعاً والخميس عرمرما
ولا حلت الآمال فيك ثباً ثباً ... فقامت إليها المكرمات لماً لما
ولا اخضر روض في رباها فخلته ... توشح منهم لا من النور أنعما
ولا انعطفت فيه الغصون فعانقت ... وشيجاً بأيدي الدارعين مقوما
ولا تخفق الرايات فيها فأشبهت ... قوادم طيرٍ في ذرى الجو حوما
ولا جر فيها صعدة الرمح خلفه ... فتاها فقلت الصل أتبع ضيغما وفيها يقول:
مؤيد لخمٍ هل تؤمل رجعةً ... فكم أمل أضحى إلى النجح سلما
حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً ... ومن ولهٍ أحكي عليك متمما
تدبتك حتى لم يخل لي الأسى ... دموعاً بها أبكي عليك ولا دما
وإني على رسمي مقيم فإن أمت ... سأترك للباكين رسمي مرسما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها ... عليك وباح الرعد باسمك معلما
ومزق ثوب البرق واكتست الدجى ... حداداً وقامت أنجم الليل مأتما
ينجيك من نجى من الجب يوسفاً ... ويؤويك من آوى المسيح بن مريما

الصفحة 78