كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
بمبلغ علمي، عبرت بها عن ذات نفسي؛ وأما إن سمتني في هذا الباب مداك، ورمت مني ما لا يتعاطاه سواك، فمن للسها بتمام القمر، ومن للدآدي بأنوار العشر (1) وأوضاح الغرر -! فأرشدنا، أكرمك الله، وسددنا، يرحمك الله.
وانفح علينا من كلامك نفحةً ... إن كانت الأخلاق مما توهب وبعد فإني:
أناقشكم ووراء النقاش ... (2) أنف العلوق ورئمانه
وأهجركم هجر مستعتبٍ ... وكم وامق طال هجرانه وكلف مخاطبة عروسٍ فكتب رقعة قال فيها (3) : الكلفة بيننا - أعوزك الله - جد ساقطة، والحال الجامعة لنا في أقصى حد المؤانسة والمباسطة، فلا نكسر أن نتباث السر (4) المحجب، ولا غرو (5) أن نتكاشف المغيب، واتصل بي دخولك بعقلية أترابها، وبيضة خدرها وربة محرابها، تشاطرك نسلك،
__________
(1) الدآدي: ليالي أواخر الشهر، والعشر: ثلاث من ليالي الشهر بعد التسع، وفي ط د س: ومن للوادي.
(2) أراه أخذه من قول الشاعر (اللسان: رئم، والخزانة 4: 455) :
أم كيف ينفع ما تعطي به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن والعلوق التي لا ترأم ولدها ولا تدر عليه، والرئمان: عطفها ومحبتها، وهذا البيت مثل يرب لكل من يعد بلسانه كل جميل ولا يفعله لأن قلبه منطو على ضده.
(3) وردت الرسالة في العطاء الجزيل: 112.
(4) ط د: السحر.
(5) س والعطاء: ولا عجب.