كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)

قوله: " ندبتك " ... البيت، أغار فيه على إبراهيم الشاشي وقصر باعه، وضاقت فيه ذراعه، وخلى السبيل له حيث يقول:
لا ترحلن فما أبقيت من جلدي ... وما أستطيع به توديع مرتحل
ولا من الغمض ما أقري الخيال به ... ولا من الدمع ما أبكي على طلل ومن هذه القصيدة:
لله جسمي فما أبقى حشاشته ... على الحوادث والأسقام والعلل
يغدو سقامي على مثل الخيال ضنى ... ويقرع الخطب مني صفحة الجبل
[17أ] ولا يرى في فراشي شبحاً ... وأملك السرج في وجه القنا الذبل
ولا يقل ردائيب عاتقي دنفاً ... ويحمل الدرع مسلوباً عن البطل ورأى أبو بكر الداني حفيد المعتمد، وهو غلام وسيم، قد اتخذ الصياغة صناعة، وكان لقب في دولتهم من الألقاب السلطانية بفخر الدولة، فنظر إليه وهو ينفخ النار بقصبة الصائغ، فقال من جملة قصيدة:
شكاتنا فيك يا فخر العلا عظمت ... والرزء يعظم في من قدره عظما
طوقت من نائبات الدهر مخنقةً ... ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما
وعاد كونك في دكان قارعةٍ ... من بعد ما كنت في قصر حكى إرما
صرفت في آلة الصواغ أنملة ... لم تدر إلا الندى والسيف والقلما
يد عهدتك للتقبيل تبسطها ... فتستقل الثريا أن تكون فما
يا صائغاً كانت العليا تصاغ له ... حلياً وكان عليه الحلي منتظما

الصفحة 79