كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (اسم الجزء: 3-4)
للفنح في الصور هول ما حكاه سوى ... هول رأيتك فيه تنفخ الفحما
وددت إذ نظرت عيني إليك به ... لو أن عيني تشكو قبل ذا عمى
ما حطك الدهر لما حط من شرفٍ ... ولا تحيف من أخلاقك الكرما
لح في العلا كوكباً إن لم تلح قمراً ... وقم بها ربوةً إن لم تقم علما
[واصبر فربتما أحمدت عاقبةً ... من يلزم الصبر يحمد غب ما لزما]
والله لو أنصفتك الشهب لانكسفت ... ولو وفى لك دمع الغيث لانسجما
بكى حديثك حتى الدار حين غدا ... يحكيك رهطاً وألفاظاً ومبتسما وله فيهم أيضاً من قصيدة يرثيهم أولها:
تبكي السماء بدمع رائحٍ غادي ... على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها ... وكانت الأرض منهم ذات أوتاد
عريسة دخلتها النائبات على ... أساود لهم فيها وآساد
وكعبة كانت الآمال تعمرها ... فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
أن يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا ... وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نسيت إلا غداة النهر كونهم ... في المنشآت كأموات بألحاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا ... من لؤلؤ طافياتٍ فوق أزباد